ثلاث نصائح لتغذية طفل التوحد
غالبا ما يكون لدى أطفال التوحد مشاكل في تناول كمية كافية من الطعام أو في تقبل الكثير من الأطعمة ذات المذاق المختلف والطبيعة المختلفة (سائل، لزج، صلب)، فقد أشارت إحدى الدراسات الحديثة أن 70 إلى 90% من أطفال التوحد يُعتبرون انتقائيين للطعام أي أنهم يأكلون أكلات محددة فقط.
ولعلاج هذه المشكلة يمكن لأخصائي علاج اللغة والكلام استخدام عدة استراتيجيات أثناء الجلسة الفردية مع الطفل، كما يمكن للأهل أن يستخدموا بعض الاستراتيجيات التي تخفف من انتقائية طفل التوحد للطعام، ولكن قبل عرض الاستراتيجيات يجب التأكيد على ضرورة أن يتم تدريب الطفل على هذه الاستراتيجيات لتصبح روتين يومي مع مرور الوقت وخاصة بالنسبة للطفل التوحدي، أي أن الاستراتيجيات يجب أن تطبق لأسابيع وربما إلى شهور حتى تحصل الفائدة المرجوة منها.
النصيحة الأولى: الجلوس على الطاولة
من المهم جداً قبل تعليم الطفل الأكل هو خلق عادة الجلوس على الطاولة، وذلك لان عادة الجلوس على الطاولة مع مرور الوقت سترتبط بالجوع وبإشباع الجوع من خلال أكل المزيد من الطعام، ولتعليم الطفل الجلوس على الطاولة نبدأ باستهداف الجلوس على طاولة يحبها (كطاولة اللعب أو طاولة ملونة …ألخ) داخل المطبخ أو في مكان تناول الأسرة للطعام لمدة معينة ومناسبة (يجب ألا تكون المدة طويلة أو قصيرة) على سبيل المثال 5 دقائق فيكون الهدف “أن يجلس على الطاولة لمدة خمس دقائق متواصلة” ثم نزيد مع الوقت المدة لتصبح 10 دقائق على سبيل المثال. وفي كل مرة ينجح الطفل في الجلوس نقوم بتعزيزه مع ذكر سبب التعزيز “ياسلام محمد جلس على الطالولة..الخ” وبعد نجاح الطفل بالجلوس لمدة مقبولة نقوم بتدريبه على الجلوس على طاولة الطعام لنفس المدة.
ملاحظة: يمكن للأهل أن يبدؤوا بتدريب الطفل على الجلوس على طاولة الطعام مباشرة، وفي حال الفشل والمقاومة الشديدة يتم الانتقال إلى طاولة يحبها ، أو يمكن شراء طاولة خاصة بالطعام ووضعها في مكان تناول العائلة للطعام (ولكن يجب تجنب استخدام طاولة الطعام لنشاط آخر كاللعب أو التدريب فالهدف العام هو ربط الطاولة بالجوع والاشباع مع مرور الوقت)
النصيحة الثانية: بناء الألفة
كما هو معروف عند الأطفال الطبيعين وأطفال التوحد فإن الأكل مرتبط بلونه وبشكله وبرائحته وبطعمه، فنجد بعض الأطفال يحبون الأطعمة ذات اللون الأحمر كالفراولة والطماطم والتفاح مثلاً يأكل الطفل التفاح الأحمر ولا يأكل التفاح الأصفر مع أنهما يملكان ذات الطعم. ولكي يتم تقبل نوع جديد من الطعام فلا بد للأهل من أن يجعلوا الطعام الجديد مألوف بالنسبة للطفل العادي أو التوحدي، وهناك العديد من الطرق التي تجعل الطعام الجديد مألوفاً بالنسبة للطفل منها على سبيل المثال:
- طباعة صورة للأكلة الجديد ولصقها في غرفة الطفل أو في المطبخ المهم أن يكون شكل الطعام فيما بعد مألوفاً بالنسبة للطفل.
- البدء باستهداف أكلة تشبه أكلة يحبها من حيث اللون والشكل، فعلى سبيل المثال إذا كان يحب (ناغت دجاج مثلثات) يمكن استهداف أكل جبنة مثلثات، أو يمكن صنع الناغت على شكل تفاحة ولاحقاً يتم استهداف تذوق التفاح الأصفر (قريب من لون الناغت).
- الحديث المستمر عن الأكلة وكم هي شهية والحديث عن أن شخص أكل هذه الأكلة فحصل على شيء (يحبه الطفل) …الخ.
النصيحة الثالثة: تعريض، استكشاف، توسيع
المهم هو جعل الأكلة مألوفة كما ذكرت سابقا وبعدها نقوم بتعريض الطفل للأكلة بشكل مستمر كاسمها وصورتها وشكلها ثم يأتي دور الاستكشاف أي تذوق الأكلة الجديدة وهنا يجب أن يكون الهدف استكشاف فقط أي تذوق (وليس إنهاء الصحن حتى الشبع) وهنا على الأهل أن يضعوا في الحسبان أن يربطوا الاستكشاف بجو ممتع للطفل كاللعب معه بهذه الأكلة أو تمثيل مسرحية على طاولة الطعام مرتبطة بالطعام الجديد. وفي كل مرة استكشاف نقوم بزيادة كمية الطعام التي يأكلها الطفل إلى أن نصل إلى أن يأكل الطفل كمية كافية من هذا الطبق (قد يستغرق هذا الهدف شهر أو أكثر). وبعد تعود الطفل على الأكلة الجديد نقوم بتوسيع الأكلة إلى أكلة تشبهها بالشكل واللون ثم المذاق وهكذا.
وفي النهاية يجب التذكر أن على أباء الأطفال الانتقائيين بطعامهم قراءة المزيد عن حالة ابنهم، ويجب عليهم معرفة أن مشكلة الانتقائية لا تزول بليلة وضحاها وخاصة لدى أطفال التوحد، وأنما تكون النتائج تدريجية ، لذلك عليهم عدم الإلحاح على الطفل في تناول الأطعمة الجديدة وإنما التدرج معه شيئا فشيئا (تعريض، استكشاف، توسيع).