مرض التوحد الأسباب والعلامات والعلاج

مرض التوحد (الاسم العلمي هو اضطراب طيف التوحد) هو اضطراب عصبي يؤثر على تطور الدماغ والسلوك والتواصل لدى الأطفال. يُعتبر التوحد طيفًا متنوعًا من الاضطرابات، وقد يظهر بأشكال وأعراض مختلفة من شخص لآخر.

تعتبر صعوبات التواصل والتفاعل الاجتماعي أحد أبرز السمات المشتركة لمرض التوحد. فعادةً ما يظهر الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في تطوير مهارات اللغة وفهم العواطف والتفاعل مع الآخرين. قد يجد الأطفال الذين يعانون من التوحد صعوبة في إقامة العلاقات الاجتماعية وفهم اللغة غير اللفظية مثل لغة الجسد والتعابير الوجهية.

علامات مرض التوحد

1. نقص التواصل اللفظي: قد يبدو الطفل التوحدي أقل اهتمامًا بالتواصل اللفظي والاجتماعي مع الأطفال.
2. اضطراب التفاعل الاجتماعي: قد يظهر الطفل صعوبة في إقامة اتصالات اجتماعية مع الآخرين وفقدان الاهتمام بالتفاعلات الاجتماعية العادية.
3. صعوبة في التواصل غير اللفظي: يمكن أن يفتقد الطفل المصاب بالتوحد القدرة على فهم أو استخدام إشارات غير لفظية مثل التعبيرات الوجهية والإيماءات.
4. اهتمام ضيق وشديد: قد يطلع الطفل المصاب بالتوحد على اهتمام محدود أو غير عادي بأنشطة معينة أو ألعاب محددة.
5. تكرار السلوك: يمكن أن يتكرر الطفل التوحدي في سلوكيات معينة مثل حركات متكررة أو قواعد ثابتة في أنشطته.
6. حساسية حسية: قد يظهر الطفل استجابة غير عادية لحواسه مثل حساسية زائدة للأصوات أو الأضواء أو الروائح.
7. معايير محدودة في اللعب: يمكن أن يلعب الطفل بطرق غير اعتيادية وقد يكون تفاعله محدودًا مع الألعاب الاجتماعية.
8. تأخر في المهارات الحركية: قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في تطوير المهارات الحركية الدقيقة مثل الكتابة أو الرسم.
9. قلة التفاعل العاطفي: قد يبدو الطفل التوحدي أقل قدرة على إظهار الانفعالات العاطفية والاستجابة لمشاعر الآخرين.
10. تحولات سلوكية: قد يشهد الطفل المصاب بالتوحد تغيرات مفاجئة في سلوكه مثل العصبية الشديدة أو الانسحاب الاجتماعي.

يجب ملاحظة أن هذه العلامات قد تكون موجودة بدرجات مختلفة لدى الأطفال المصابين بالتوحد، وقد يكون هناك علامات أخرى تشير إلى وجود المرض. إذا كنت تشتبه في وجود التوحد لدى طفلك، يُنصح بالتشاور مع الطبيب أو الخبير المتخصص لتقييم الحالة بشكل مفصل وتوجيهك إلى الخدمات المناسبة.

تشخيص التوحد

تشخيص مرض التوحد يتطلب تقييمًا متعدد الجوانب من قبل فريق طبي متخصص. عادةً ما يتضمن التشخيص العناصر التالية:

1. مقابلة مع الوالدين أو المراقبين: يتم سؤال الوالدين أو المراقبين عن تاريخ التطور والسلوك والأعراض الملاحظة عند الطفل.
2. تقييم سلوكي: يتم تقييم سلوك الطفل وتفاعله الاجتماعي والتواصل مع الآخرين. يمكن استخدام أدوات تقييم محددة مثل “اختبار التوحد الأطفال الرضع والأطفال الصغار” (M-CHAT) و “مقياس التشخيص الأوتوستيكي” (ADOS) لتقييم هذه الجوانب.
3. تقييم التطور: يتم تقييم التطور الحركي واللغوي والعقلي للطفل، وتحديد ما إذا كان هناك تأخر تطوري أو انحراف عن المعايير المعتادة.
4. فحص طبي: يتم استبعاد أي أسباب طبية أخرى قد تكون تسببت في الأعراض المشابهة للتوحد.
5. دراسة التاريخ العائلي: يتم النظر في تاريخ الأمراض الوراثية أو التوحد في أفراد العائلة.

بعد إجراء هذه التقييمات، يقوم الفريق الطبي بتحليل النتائج واستنتاج ما إذا كان الطفل يعاني من التوحد أم لا. يجب أن يتم تشخيص التوحد بواسطة متخصصين في طب التوحد أو النفسيات السريرية المتخصصة في التوحد.

وتجدر الإشارة إلى أن أخصائي التخاطب أو أخصائي التربية الخاصة لا يحق لهم تشخيص التوحد، فهم غير مخولين طبياً ولا أخلاقيا بتشخيص الطفل، لذلك عليك الحذر فيما إذا تم تشخيص طفلك من قبلهم.

أسباب مرض التوحد

. وعلى الرغم من أن السبب المحدد لمرض التوحد لم يتم تحديده بالضبط، إلا أن الباحثين يعتقدون أن هناك عوامل متعددة تلعب دورًا في ظهوره وتعتبر هي أسباب مرض التوحد. وفيما يلي بعض العوامل التي يُعتقد أنها تساهم في تطوير مرض التوحد عند الأطفال:

1. العوامل الوراثية: يعتبر التوحد اضطرابًا يمتلك عنصرا وراثيا قويا. وقد لوحظ أن التوحد ينتشر في بعض الأحيان في الأسر ويكون له علاقة بتواجد أفراد آخرين في العائلة يعانون من اضطرابات طيف التوحد أو اضطرابات أخرى ذات صلة.
2. العوامل البيئية: قد تلعب بعض العوامل البيئية دورًا في ظهور التوحد عند بعض الأطفال. على سبيل المثال، تعرض الأم للعوامل المحيطة المؤثرة، مثل التعرض للمواد الكيميائية الضارة أو العدوى أثناء الحمل، كما قد تكون لها علاقة بزيادة خطر التوحد لدى الطفل.
3. التغيرات الدماغية: هناك بعض التغيرات الدماغية الملاحظة لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، حيث تشير الدراسات إلى أن هذه التغيرات يمكن أن تؤثر على التواصل والسلوك الاجتماعي.

يجب الإشارة إلى أنه رغم أن هذه العوامل يعتقد أن لها تأثيرًا على ظهور مرض التوحد، إلا أنه لا يمكن تحديد سبب واحد ومحدد للحالات المختلفة للتوحد، وغالبًا ما يكون التوحد نتيجة تفاعل معقد بين هذه العوامل المختلفة

علاج مرض التوحد

علاج التوحد هو موضوع معقد ومتعدد النواحي. يتم تنفيذ خطط العلاج بشكل فردي وفقًا لاحتياجات الشخص المصاب بالتوحد. فيما يلي بعض الاستراتيجيات والعلاجات المشتركة التي يمكن أن تكون جزءًا من برنامج علاج التوحد:

1. التدخل السلوكي التطبيقي (ABA): يستخدم هذا النهج تقنيات تعتمد على المكافأة والعقاب لتعزيز السلوك المفيد وتقليل السلوك الضار أو المشاكل السلوكية.
2. التدخل الخاص بالتطور: يستخدم هذا النهج تقنيات تهدف إلى تعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي وتطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية واللغوية والحركية.
3. العلاج الدوائي: يمكن أن تستخدم بعض الأدوية للتعامل مع أعراض معينة مثل القلق أو الاضطرابات النفسية المصاحبة.
4. التخاطب البديل والزيادة: يستخدم هذا النهج تقنيات بديلة للتواصل مثل الإشارة باليد أو الصور أو الأجهزة المساعدة لتحسين التواصل والتعبير.
5. العلاج التوجيهي السلوكي: يعمل على تعزيز المهارات الاجتماعية والاستقلالية والتعامل مع المشكلات والتحولات الحياتية.
6. العلاج الوظيفي: يهدف إلى تعزيز المهارات اليومية والاستقلالية وتحسين القدرة على العمل والمشاركة في الأنشطة المختلفة.
7. الدعم التعليمي المبني على الأنظمة: يتضمن توفير بيئة تعليمية مناسبة وداعمة للأفراد المصابين بالتوحد لتعزيز تعلمهم وتطوير مهاراتهم الأكديمية والاجتماعية. 

   يجب أن يتم تصميم خطط العلاج بالتنسيق مع فريق متعدد التخصصات يشمل أخصائيين نفسيين وأخصائيين تخاطب وأخصائيين توجيه وتواصل ومعلمين متخصصين. يتعين أن يتم تطبيق العلاج المستمر والمنتظم لتحقيق أفضل النتائج على المدى الطويل.

في الختام إذا كان طفلك يعاني من بعض أعراض التوحد فننصحك بتجربة فاحص التوحد في موقعنا من خلال الضغط على الصورة التالية