قبل الحديث عن الأعراض التي تشبه التوحد يجب التعريف بالتوحد، التوحد هو إضطراب نمائي شامل يظهر منذ سن الرضاعة و يؤثر على قدرة الطفل على التواصل اللغوي والتواصل الإجتماعي، وبحسب الدليل التشخيصي الخامس DSM 5 تتوزع أعراضه على مجالين رئيسيين:
1- عجز ثابت في التواصل والتفاعل الاجتماعي في سياقات متعددة، في الفترة الراهنة أو السابقة. مثلاً ضعف التواصل البصري، عدم البدء أو الرد على التفاعلات الاجتماعية، عدم الاستجابة للمناداة، العجز في بناء صداقات والمحافظة عليها…الخ.
2- أنماط متكررة محددة من السلوك، والاهتمامات، أو الأنشطة وذلك بحصول اثنين مما يلي على الأقل، في الفترة الراهنة أو كما ثبت في السابق :
- حركات نمطية متكررة كالرفرفة أو الدوران، أو الكلام (مثلاً، أنماط حركية بسيطة، صف الألعاب أو تقليب الأشياء، والمصاداة اللفظية).
- الالتزام الصارم بروتين محدد، أو أنماط طقسية للسلوك اللفظي أو غير اللفظي (مثلاً، الضيق الشديد عند إحداث تغيرات صغيرة على الأعمال الروتينية التي يقوم فيها، والحاجة إلى سلوك نفس الطريق أو تناول نفس الطعام كل يوم).
- اهتمامات محددة بشدة وشاذة في الشدة أو التركيز (مثلاً، التعلق الشديد أو الانشغال بالأشياء غير المعتادة، مثل الاهتمام بحمل ملعقة بشكل دائم).
- فرط أو تدني التفاعل مع المثيرات الحسية أو اهتمام غير عادي في المثيرات الحسية (مثلاً، عدم التعبير أو الاكتراث بالألم، أو الحساسية المفرطة اتجاه الصوت، كأن يضع يديه على أذنيه عند سماع أصوات معينة).
وعلى الرغم من كثرة أعراض التوحد إلا أن على الأخصائيين والأهل بألا يتسرعوا في الحكم على الطفل لمجرد وجود بعض الأعراض، فمن المهم أن يعلم الجميع أن معظم أعراض التوحد منفردةً تتشابه مع أعراض لاضطرابات أخرى، وفيما يلي الأعراض التي تشبه أعراض التوحد:
- ضعف التواصل البصري:
يعتبر التواصل البصري مهارة اجتماعية حاسمة في تطور المهارات الاجتماعية وبالتالي التواصل وبالتالي اللغة والكلام، على الأهل أن يعلموا أن ضعف التواصل البصري قد يكون عرض للخجل، القلق الاجتماعي، الصمت الاختياري، اضطراب التواصل الاجتماعي،
- تأخر الكلام واستخدام سحب يد الأم للحصول على ما يريد:
أيضاً هذا عرض شائع جداً لدى أطفال اتوحد ولكن ليس فقط أطفال التوحد لديهم هذا العرض!!!!، نعم، فتأخر الكلام العادي يمكن أن يكون أحد أعراضه سحب يد الام من يدها للحصول على مايريد (ولكن هذا السلوك يتطور إلى الإشارة بالإصبع إلى ما يريد)، الصمت الاختياري، اضطراب التواصل الاجتماعي أيضاً يمكن أن يكون أحد أعراضه استخدام سحب اليد للطلب.
- عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه:
أيضاً هذا العرض الشائع يشترك مع عدد من الاضطرابات مثل الصمت الاختياري حيث نجد الطفل يستجيب لبعض الأشخاص ويرفض الاستجابة لأشخاص آخرين، وأحيانا فرط النشاط وقصور الانتباه يمكن أن يحتوي على هذا العرض، بالإضافة إلى ضعف السمع عند الطفل يمكن أن يكون عائقاً في تطوير مهارة الاستجابة للاسم.
- المصاداة Echolalia:
وهي قيام الطفل بترديد الجمل والكلمات التي يسمعها، مثلاً عندما يُسأل الطفل “ما اسمك؟” فيقول الطفل “ما اسمك؟” بدلاً من أن يجيب على اسمه وهكذا. المصاداة مشهورة لدى أطفال التوحد ولكنها أيضاً ليست مرتبطة بالتوحد فقط، فالطفل الذي يعاني من اضطراب التواصل الاجتماعي يكون لديه مصاداة، وفي بعض الأحيان الأطفال المتأخرين لغوياً فقط قد يكون لديهم مصاداة.
- الالتزام الصارم بروتين محدد:
أيضاً هذا العرض ليس حكراً على التوحد، فهذا العرض موجود لدى اضطراب الوسواس القهري عند الأطفال (هذا لا يعني أن تشخص طفلك لمجرد وجود هذا العرض لديه).
- المبالغة أو الضعف في التعبير الانفعالي:
من المعروف أن أطفال التوحد يواجهون صعوبات كبيرة في الفهم والتعبير عن انفعالاتهم أو قد يبالغون في ردات فعلهم كالضحك أو البكاء في موقف ما، ولكن ليس أطفال التوحد وحدهم من يعانون من هذه المشكلة !!!!، فاضطراب التواصل الاجتماعي والاكتئاب الطفولي، وأحياناً الخجل والقلق الاجتماعي عند الأطفال يشتركون جميعاً بهذا العرض.
إذاً إياك عزيزي الأب أن تقع في خطأ التعميم أو الحكم على الطفل لمجرد وجود عرض او اثنين أو حتى ثلاثة من أعراض التوحد، وتذكر أن الأخصائيين المدربين فقط هم من لديهم الأهلية في الحكم على طفلك فيما إذا كان يعاني من التوحد أو لا. لذلك إذا كنت تشك في أن طفلك يعاني من التوحد فبإمكانك تجربة فاحص التوحد في موقعنا ، أو عرضه على أخصائيين مختصين بالتوحد وفي حال كانت النتيجة أنه يعاني من التوحد فإننا ننصحك بمراجعة اختصاصي ثاني وثالث، وإذا كانت أرائهم جميعاً أن طفلك يعاني من التوحد فعليك تقبل التشخيص والعمل على التكيف مع هذا التشخيص والإسراع بإجراء التدخل المبكر لتساعد طفلك على التوصل إلى أقصى قدراته.
المراجع:
[anspress]
موقع جيد ممكن يتم مناقشة حالات من خلاله
شكراً جزيلا لك