تأخر الكلام ، طفلي لا يتكلم ، طفلي عمره سنتين لا يتكلم ، طفلي عمره ثلاث سنوات ولا يتكلم ، ما الحل؟ وهل هذا التأخر طبيعي ؟ كل هذه الأسئلة نتعرض لها باستمرار ، والجواب على كل هذه الأسئلة نعم ولا بأن معاً!!!!!.
فمعيار طبيعي وغير طبيعي يتم الحصول عليه من خلال مقارنة الطفل بمن هم في نفس سنه، ولذلك لتحديد ما إذا كان تأخر الكلام طبيعي أو لا يجب قراءة جداول نمو اللغة عند الطفل، وإذا أردت عزيزي القارئ يمكنك تجربة فاحص اللغة في موقعنا فقد تم برمجته من خلال إضافة المهارات اللغوية للأطفال الطبيعيين وكل ما عليك هو أن تختار الفئة العمرية التي ينتمي لها طفلك ومن ثم تجيب على الأسئلة بنعم أو لا ومن ثم ستظهر النتيجة ما إذا كان تأخر الكلام عند الطفل طبيعي أم لا .
أعراض تأخر الكلام:
تختلف أعراض تأخر الكلام بحسب العمر ولكن هناك علامات واضحة في كل عمر مثل:
في الشهر الرابع: لا يستجيب الطفل أو يبتسم للوجوه المألوفة.
في الشهر السادس لا يستجيب الطفل بالطريقة المناسبة للتعابير المختلفة في الحديث كالغضب والفرح والسعادة.
في الشهر الثامن: لا يناغي.
في الشهر الثاني عشر: لا يفهم الطفل أي كلمة
في الشهر الثامن عشر: لا يتمتم الطفل أي كلمة
في الشهر الرابع والعشرين: لا يفهم الطفل السؤال ولا يستجيب بشكل مناسب.
في الشهر السابع والعشرين: لا يستخدم الطفل كلمتين مترابطتين مع بعضهما البعض.
في الشهر السادس والثلاثين: لا يستخدم الطفل جملا قصيرة في التخاطب
في الشهر الثامن والأربعين: لا يكون كلامه واضح
في الشهر الثامن والأربعين: لا يتكلم جملا تشبه جمل الكبار
أسباب تأخر الكلام ؟
بكل بساطة قد يكون الطفل صغيراً (أقل من تسعة شهور) حيث يكون دماغه وأعضاء نطقه غير جاهزة بعد للكلام، وقد يكون السبب بيئي بحيث لم تقم الأم أو الأب بتحفيز اللغة عند الطفل (بسبب عدم الخبرة السابقة في تربية الأولاد). وقد يكون هناك أسباب أخرى مثل:
- مشاكل في الحمل والولادة: كالولادة المبكرة أو الولادة العسرة…
- ضعف السمع: كل الأطفال ضعاف السمع لديهم تأخر في الكلام.
- التأخر الفكري: مثل متلازمة داون أيضاً جميع أطفال متلازمة داون يعانون من تأخر الكلام.
- التوحد: كل أطفال التوحد لديهم تأخر في الكلام.
- الشلل الدماغي: أيضاً جميع أطفال الشلل الدماغي يعانون من تأخر الكلام، وذلك لأنهم لا يستطيعون التحكم بأعضاء نطقهم لانتاج الكلام.
تشخيص وتقييم تأخر الكلام:
عادة يتم عمل دراسة حالة للطفل قبل إجراءات التقييم، ومن ثم يتم تحويل الطفل إلى فحص السمع وإلى اختبار الذكاء لنفي ضعف السمع ونفي وجود تأخر فكري لدى الطفل، كما يمكن تحويل الطفل إلى طبيب عصبية أطفال (حسب الأعراض الموجودة لدى الطفل) ومن ثم يتم تطبيق اختبارات لغوية، تكشف نقاط القوة لدى الطفل ونقاط الضعف التي تحتاج إلى علاج/ كما تكشف العمر اللغوي الحقيقي للطفل. بعدها يتم تحويل الطفل إلى العلاج.
علاج تأخر الكلام:
هناك العديد من الطرق والاستراتيجيات لعلاج تأخر الكلام، وأشهرها:
الاتجاه الوظيفي في علاج تأخر الكلام:
ينظر الاتجاه الوظيفي للغة على أنها وسيلة للتواصل تستخدم لإيصال المعاني تحدث مجرياتها داخل الدماغ, وليست عبارة عن مثير واستجابة وتعزيز كما في الاتجاه السلوكي, وبالتالي فإن هذا الاتجاه يركز بشكل أساسي على مستوى استخدام اللغة.
الأسس التي تقوم عليها الطريقة الوظيفية:
1- استخدام أفراد الأسرة كعوامل مساعدة للغة، ولا يقتصر العلاج على الطفل وحده.
2- استخدام النشاطات اليومية لتشجيع التواصل الوظيفي، فمن المهم أن يتعرض الطفل إلى مواقف حقيقية ليمارس اللغة.
3- يعتبر المعالج بمثابة المستشار لباقي الأشخاص العاملين مع الطفل مثل المعلم والمعالج الوظيفي.
4- يجب وضع خطة للتعميم بشكل مسبق، فقد يواجه الأطفل صعوبات في نقل المهارات اللغوية التي تعلومها في العيادة إلى خارجها، وهنا من الجيد العمل على تعليم الطفل تعميم مهاراته اللغوية.
مبادئ الطريقة الوظيفية:
المبدأ الأول- إعداد المدرب كمعزز للسلوك العفوي:
- يجب أن يتصف المدرب بصفات يحبها الأطفال كحب اللعب والمرح والضحك.
- أن يشعر الطفل بالتقبل من المعالج.
- أن يشعر الطفل بالاحترام.
- أن يقدر المدرب مستوى الطفل العقلي واللغوي.
- أن يجعل المعالج العملية العلاجية ممتعة.
المبدأ الثاني: محاكاة النمو الطبيعي للغة:
- يجب أن تكون السلوكيات المستهدفة قريبة من السلوكيات اللغوية المكتسبة بشكل عفوي.
- يجب أن يقوم الأهل باشراك الطفل بمواقف حوارية طبيعية ليكتسب الهدف المحدد مسبقاً.
المبدأ الثالث- الاستعانة بمبادئ التطور العامة:
- الطفل يفهم ثم يتكلم، وبالتالي يجب تعليمه فهم الشيء قبل أن نطلب منه انتاجه.
- الطفل الطبيعي يكتسب الأسماء ثم الصفات ثم الأفعال وبالتالي يجب أن يكون العلاج يتبع نفس المراحل، وبالتالي من الخطأ تعليم طفل لا يتكلم الألوان أو الأعداد، بل يجب البدء بالأسماء.
المبدأ الرابع- متابعة مبادرة الطفل:
فمن الضروري الاستجابة لمحاولة الطفل التواصلية وتلبية مايريد لمجرد أنه حاول التواصل بشكل صحيح.
المبدأ الخامس- صمم خطة للتعميم:
وذلك بالانتقال من وسيلة التدريب إلى المفهوم ومن المدرب إلى الأم والأب ثم من المركز إلى البيئة الطبيعية.
الطريقة السلوكية:
ينظر الاتجاه السلوكي للغة على أنها اكتسبت بطريقة مثير استجابة تعزيز, أي أن الطفل أصدر أصوات فقام الأهل بالفرح والضحك فتعزز الطفل ثم تطورت اللغة إلى قيام الطفل بلفظ شيء يريده فتم تعزيز اللفظ بتلبية الطلب وهكذا تطورت اللغة, وبالتالي فإن معظم مبادئ والأساليب العلاج السلوكي للغة وغيرها تركز وبشكل رئيسي على التعزيز.
تقنيات الطريقة السلوكية:
اتباع التعليمات:
أعطي تعليمات بسيطة للطفل لينفذها أثناء التدريب مثال: إذا أنا قلت كاسة أخبط على صورة الكاسة وإذا قلت ملعقة أخبط على صورة
الملعقة,أو إذا قلت كاسة حط مكعب فوق صورة الكاسة……الخ.
النمذجة:
أي توجيه سؤال للطفل ويقوم المعالج بنمذجة الإجابة مثال: شو هي؟ ….. المعالج: هي كاسة, المعالج شو هي؟ ثم يترك المجال للطفل ليجيب فإذا لم يفعل يمكن أن يقوم المعالج بلفظ أول حرف أو أول مقطع, هذه كــــ كا….. ثم يترك مجال للطفل ليقلد.
تحفيز الاستجابة:
نعطي الطفل بداية الكلمة مثل :هي تف…. وننتظر الطفل ليقول تفاحة، أو نعطي جملة ونحذف الكلمة الهدف، انا أكلت …… وننتظر الطفل لينتج تفاحة
أنا بدي عصير، شو بدي أنا؟ أنا بدي……. وننتظر الطفل للاستجابة.
الاستجابة الفورية:
نختار كلمات الأشياء التي يحبها الطفل مثل “شوكولا، كرة …الخ، ونعلمه باستخدام الاستراتيجيات الأخرى، ثم ننتظر إلى أن يطلب هذا الشيء فنقوم بتلبيته بشكل مباشر كتعزيز على استخدام الكلمة، مما سيشجعه على استخدام كلمات أخرى.
المراجع:
Hegde. M.N, Roseberry Mcibbin, celest (2006) An Advanced review of Speech – Language pathology, Pro.ed, Austin.
الزريقات، إبراهيم (2005) اضطرابات الكلام واللغة التشخيص والعلاج، دار الفكر للنشر، الأردن
السرطاوي، عبد العزيز، أبو جودة، وائل (2000) اضطرابات اللغة والكلام، منشورات الأكاديمية العربية للتربية الخاصة، السعودية.
مقال ممتاز! شكرا على هذه المعلمومات.
ممكن مراجع عربية أو إنجليزية عن الإتجاه الوظيفي في علاج تأخر الكلام
سياسة الموقع لا تتيح نشر كتب لأننا نحترم الملكية الفكرية