هناك إجماع بين الأخصائيين على أنه كلما كان هناك دور فعّال للأهل أكثر كلما كان تطور الطفل أفضل في عملية التواصل، لكن المشكلة الكبرى التي تواجه الأخصائيين هي “ما هي الاستراتيجيات الفعالة مع الأهل؟” وخاصة أن بعض الاستراتيجيات تنجح مع أهل معينين دون أن تنجه مع أهالي الأطفال الأخرين، لذلك نحن في موقع لغتي سنتحدث عن استراتيجيتين أثبتت الدراسات نجاحهما مع معظم الأهالي وهي:
1- “اشرح” للأهل الغاية من النشاط والاستراتيجية التي يجب عليهم اتباعها:
هناك عدد لا بأس به من الأهالي يستخفون بعمل أخصائي النطق، فعندما يشاهدون الأخصائي يُعلم طفلهم أسماء الحيوانات أو الفواكه من خلال المجسمات أو الصور أو حتى النشاطات فإنهم يقولون “ما هذا؟؟!!!” “نحن نستطيع أن نقوم بذلك إنه عمل سهل، والحقيقة كلام الأهل هنا قد يبدو منطقياً جداً!!!، ولكن الأهل لا يعرفون أن الهدف المباشر هو تعليم الطفل مفردات جديدة ولكن الهدف الغير مباشر هو تعليم وتعزيز مهارات التواصل لدى الطفل !!! التي من خلالها سوف يكتسب الطفل لغة طبيعية مع مرور الوقت (ومع الالتزام بالجلسات العلاجية).
مثال آخر: يطلب الأخصائي من الأهل أن يعلموا الطفل تنفيذ بعض التعليمات مثل “أغلق الباب، أعطني كوب ماء…ألخ” وفعلاً يلتزم الأهل بهذا الشيء ويطبقونه بشكل أصم فيعلموا الطفل التعليمات التي تحدث عنها الأخصائي فقط!!! دون أن يعلموا طفلهم تعليمات جديدة، والسبب أن الأخصائي لم يشرح للأهل أن الغاية من تعليم الطفل تنفيذ التعليمات هي تطوير مهارات استيعاب اللغة التي بدورها ستنعكس حتماً على مهارات اللغة الإنتاجية، لذلك على الأهل الاستمرار بتعليم الطفل تعليمات ومفردات جديدة بشكل مستمر.
إقرأ مقال: طفلتي تستخدم عدد قليل من المفردات
2- استخدام روتين يومي للتواصل
أثبتت الدراسات شيئين بالغي الأهمية وهما:
- إن دمج استراتيجيات العلاج ضمن روتين الطفل اليومي سوف ينعكس بشكل حتمي على مهاراته اللغوية، وخاصة أن الطفل يألف الروتين اليومي الذي يقوم به.
- استخدام ألعاب الطفل والأشياء التي يحبها في عملية العلاج سيجعل دور الأهل فعال بشكل كبير في عملية التدخل المبكر.
إقرأ مقال ثلاث نصائح لتغذية طفل التوحد
ومن خبرتنا نجد أن الأهالي الذين ينجحون بدمج استراتيجيات التواصل في روتينهم اليومي سوف يجعلون طفلهم يتطور بشكل أسرع من الأهالي الذين يبدؤون بهمة ونشاط كبيرين ولكن سرعان ما تبرد همتهم ويقل استخدام استراتيجيات التواصل في حياتهم اليومية مع طفلهم.
وفيما يلي بعض الأهداف التي يمكن دمجها في الحياة اليومية:
- أن يلقي التحية على كل أفراد العائلة يومياً، يجب أن يعتاد الأهل والطفل أن يقولوا له كل صباح “صباااااح الخييييير يا أحمد”…. ومع الوقت يعطوه بعض الوقت ليرد التحية أو حتى يمكن أن يكتفوا بأنه فهم التحية (الفهم سينعكس لاحقاً على الإنتاج).
- وقت الطعام “أن يستخدم جملة من كلمتين في طلب الطعام”، “شو بدك تاكل؟ .. وهنا يقوم الأهل بمساعدته لينتج جملة من كلمتين او ثلاثة، أو حتى أن يسمي مفردات الطعام (حسب مستوى الطفل وهدف الأسرة).
- وقت الخروج من المنزل “تسمية الملابس” “انتاج اللون ضمن جملة” “انتاج أو فهم الأفعال المرتبطة بالخروج: ذهب، رجع، أكل، اشترى…الخ”.
- وقت الاستحمام “مفردات الاستحمام والأفعال المرتبطة بها: ماء، شامبو، بطة، فوطة، حمام….”
وهناك الكثير والكثير مما يمكن دمجه ضمن روتين الطفل، وما على الأهالي سوى استشارة الأخصائي الذي يعمل مع ابنهم عما يجب عليهم أن يفعلوه، ثم عليهم الالتزام والمواظبة على دمج الأهداف في روتين الطفل.
اشترك بنشرتنا البريدية لتصلك أحدث المقالات والوسائل العلاجية
كرم نجار
ماجستير علاج لغة ونطق
مسقط