ما هي الأبراكسيا ؟
هي أحد اضطرابات الكلام الحركية المرتبطة بتنسيق تسلسل الحركات، وتنتج الأبراكسيا عن إصابة دماغية في منطقة المبرمج الحركي (programmer Motors) في الفص الجداري من نصف الكرة المخية الأيسر والجدير بالذكر أن الأبراكسيا لا تنتج عن ضعف العضلات أو شللها أو عن فقدان الحس أو ضعف الفهم. وعاني مريض الأبراكسيا من عدم القدرة على انتاج بعض الأصوات أو المقاطع أو الكلمات.
ما هي أعراض الأبراكسيا؟
هناك الكثير من أعراض الأبراكسيا ولكن ليس بالضرورة أن تكون ظاهرة كلها لدى الطفل، كما أن بعض الأعراض التي يمكن أن نشاهدها على طفل قد لا نشاهدها لدى طفل آخر. وفيما يلي قائمة بأعراض الأبراكسيا:
https://www.instagram.com/loughaty.oman/
عند الأطفال الصغار جداً:
- لا يستطيع الرضيع المناغاة كباقي الأطفال من نفس العمر.
- يتأخر كثيراً في ظهور الكلمة الأولى (الطفل الطبيعي يملك الكلمة الأولى في عمر سنة تقريباً).
- ينتج عدد محدود من الصوامت والصوائت على سبيل المثال قد ينتج فقط (ب، م، ااا) في حين الطفل من نفس العمر يمكن أن ينتج (ب،م، ت، د، ن، اااا، اوووو، ايييي).
- صعوبة في انتاج المقاطع الكلامية مثل (دادا، بابا، ..الخ) فنجد انتاجه فقط للصوت منفرد مثل (ب،م) وعندما تطلب منه تقليد (دادادا، باباباب) فإنه لا يستطيع وينتج فقط الصوت المنفرد (ب، د).
- مشاكل في البلع، فنجد الطفل يسعل كثيراً بعد البلع.
عند الأطفال الكبار:
- يفهم اللغة بشكل أفضل بكثير من قدرته على الإنتاج، فنجد الطفل يفهم كل شيء تقريبا(مقارنة بمن هم في نفس سنه) ولكن كلامه يقتصر على عدد قليل من الكلمات.
- يصعب فهم كلامه من قبل أشخاص يسمعونه لأول مرة (العائلة تفهم كلامه).
- لديه صعوبة في تقليد الكلام.
- قد تظهر عليه أنه يحاول تذكر الحركات التي يقوم بها لينتج الكلام.
- يجد صعوبة كبيرة في انتاج الكلمات الطويلة المتعددة المقاطع أكثر من انتاج الكلمات القصيرة، فعلى سبيل المثال قد ينتج كلمة نام، قوم، هات..الخ ولكن يجد صعوبة كبيرة في انتاج كلمات طويلة مثل، سنتين، بيتنا، نستطيع، نستعين…الخ.
- يسوء وضوح كلامه أكثر عندما يكون غاضب أو متوتر.
بعض المشكلات المصاحبة:
- تأخر لغوي خاصة في اللغة الإنتاجية.
- صعوبات تعلم، حيث أن معظم الأطفال الذين يعانون من الأبراكسيا لديهم مشاكل في القراءة والكتابة وأحياناً الرياضيات.
- مشكلات مرتبطة بالتنسيق الحسي الحركة كبناء برج من عدد من المكعبات أو سكب ماء من إبرايق في كاسة أو التلويين داخل الدائرة.
كيف يتم تشخيص الأبراكسيا؟
عندما تشك أن ابنك لديه أبراكسيا فإن أول شخص يمكن أن تتوجه إليه هو أخصائي علاج اللغة والنطق والذي بدوره سيعمل ضمن فريق فيطلب منك أستشارة طبية لفحص الجهاز العصبي للطفل، واستشارة سمعية لنفي ضعف السمع، استشارة حسية حركية يقدمها المعالج الوظيفي لتقييم جوانب القوة والضعف لدى الطفل في التنسيق الحسي الحركي، وربما استشارة نفسية لتطبيق اختبار الذكاء. بينما يقوم أخصائي علاج اللغة والكلام بفحص ثلاثة جوانب:
- تقييم فموي حركي Oral-motor Assessment:
- يفحص ما إذا كان هناك ضعف في عضلات النطق.
- قدرة الطفل على استخدام أعضاء النطق في تقليد حركات عشوائية (رفع اللسان للأعلى للأسفل، زم وفتح الشفاه..الخ)
- قدرة الطفل على تنسيق حركات أعضاء النطق في تقليد أصوات، مقاطع، كلمات ، جمل.
- التنغيم:
- قدر الطفل على انتاج العلامات التنغيمية المميزة للكلام مثل نغمة الاستفهام عندما يسأل سؤالاً أو نغمة التعجب…الخ.
- انتاج الأصوات الكلامية:
- تقييم الصوائت والصوامت.
- انتاج عفوي ومقصود للمقاطع والكلمات والجمل.
- تقييم وضوح الكلام.
بالإضافة إلى قيام معالج اللغة والنطق بتقييم اللغة الاستقبالية والإنتاجية للطفل. ومستواه الأكاديمي فيما إذا كان في المدرسة.
https://www.instagram.com/p/BWZU4qchjHX/
ما هو علاج الأبراكسيا وكيف يتم؟
تشير الدراسات إلى أن العلاج اللغوي والنطقي المكثف (3-5 جلسات في الأسبوع) أفضل بكثير من جلسات العلاج المتباعدة، كما أن الأطفال الذين خضعوا لجلسات علاج فردي كانت نتائجهم أفضل بكثير من الأطفال الذين خضعوا لجلسات علاج جماعي.
ويتركز علاج الأبراكسيا على تحسين قدرة الطفل على تخطيط وتنسيق الحركات المطلوبة لانتاج الأصوات والكلمات. وتجدر الإشارة إلى أن التدريب على حركات عشوائية لا ترتبط بالكلام (هذه الحركات معروفة بتمارين النطق) لا تفيد في علاج الأبراكسيا.
ولتعزيز كفاءة الطفل في الكلام يجب استغلال عدة حواس لتمكينه من انتاج الكلام بشكل صحيح مثل تقديم إشارات لمسية كأن يلمس المعالج مكان انتاج الصوت ليساعد الطفل على الإنتاج أو أن يشاهد الطفل نفسه في المرآة وهو يتكلم..ألخ. كما يتدرج العلاج من الأسهل إلى الأصعب فيتم البدء بإنتاج أصوات ثم مقاطع ثم كلمة مؤلفة من مقطع واحد فمقطعين فثلاثة وهكذا، ثم جملة من كلمتين فثلاثة وهكذا.
في بعض الأحيان تكون الأبراكسيا شديدة جداً فنرى طفل في الخامسة من العمر ولكنه لا يستطيع انتاج سوى عدد محدود من الكلمات كما أنه يتحسن ببطء شديد على جلسات العلاج، هنا يجب تعليم الطفل طرق تواصل بديل كنظام بكس (التواصل باستخدام الصور) لكن مع ضرورة عدم إهمال التدريب على اللغة اللفظية ولكن اللجوء إلى طرق تواصل بديلة هي لدعم تطور اللغة لدى الطفل.
وعلى الأهل معرفة أن علاج الأبراكسيا يستغرق وقتا طويلاً لذلك فإن الطفل يحتاج إلتزامهم بجلسات علاج النطق والتزامهم بتدريبه في المنزل وتقديم الدعم اللازم له أثناء قيامه بالتواصل معهم ومع الأخرين.
