من نحن

          أمضيت إلى الآن عشر سنوات في العمل كأخصائي لغة ونطق، ومن حُسن حظي أني عملت في كل المواقع التي يمكن لأخصائي نطق أن يكون موجوداً فيها، فقد بدأت في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة لتتاح لي الفرصة للعمل مع التوحد ومتلازمة داون والتأخر الفكري، ثم انتقلت بعدها للعمل في مدرسة دولية لأشرف على علاج الطلاب الذين يعانون من التأخر اللغوي واضطرابات النطق وصعوبات التعلم، وأخيراً عملت في عيادة طبية تقدم العديد من الخدمات من ضمنها علاج اللغة والنطق.

          وخلال هذه السنوات العشر واجهت صعوبات عديدة في أكثر من جانب من جوانب عملي، كان أهمها على الإطلاق هو التحضير الجيد للأطفال الذين كنت أعمل معهم، فالخطة التي أضعها تحتاج إلى وسائل مختلفة لكن للأسف هناك فقر في تنوع الوسائل العلاجية التي بُنيت لتناسب اللغة العربية (المحكية) في كل بلد عربي. بالإضافة إلى ارتفاع سعرها في حال وجدت.

وهذا الفقر في تنوع الوسائل العلاجية كان يدفعني في بعض الأحيان إلى أن أكيّف الهدف العلاجي بما يتناسب مع الوسائل المتاحة لدي، وذلك بسبب الوقت الطويل الذي يحتاجه إعداد وسيلة علاجية بالإضافة إلى تكلفة تصميم وإنتاج هذه الوسيلة. كما كانت معاناتي شديدة عندما أطلب من الأهل أن يكملوا الهدف العلاجي في المنزل، وخصوصاً إذا كانت لغة الطفل متقدمة بعض الشيء، فالأهل كانوا يواجهون نفس الصعوبة في إيجاد الوسائل التي تكون رخيصة (كونها ستستخدم لمرة واحدة) ومفيدة لهم ولطفلهم.

          أما الجانب الآخر الذي واجهت صعوبة فيه كان ثقافة الأهالي الذين كانوا يراجعونني، فنسبة كبيرة منهم كانوا يتأخرون في مراجعة أخصائي النطق بسبب عدم وعيهم بطبيعة مشكلة طفلهم وخطورتها على المدى البعيد، أو أنهم يملكون معلومات خاطئة عن وضع ابنهم (وهذا ما كان يصعب تغيير أفكارهم) حصلوا عليها من الانترنت، وهذا ما لفت انتباهي لمشكلة أخرى هي قلة المصادر والمعلومات على مواقع الانترنت، بالإضافة إلى عدم وجود موقع عربي يتمتع بمصداقية عالية في نشر المعلومات والنصائح عن اضطرابات اللغة والكلام. بالإضافة إلى أن معظم المعلومات الموجودة في الانترنت مكتوبة من قبل أشخاص غير مختصين كأخصائي علم النفس أو أخصائي التربية الخاصة (مع كامل محبتي واحترامي لهم).

كل ما سبق أثار لدي رغبة كبيرة في إنشاء موقع لغتي ليقدم الخدمات التي أعتقد أن عالمنا العربي بحاجة لها مثل:

  • توفير بنك من المعلومات الموثوقة علمياً، يتيح للأهالي وللعاملين في مجالنا والمجالات المرتبطة به التعرف بشكل أفضل على ميادين عملنا والاضطرابات التي نعالجها ودورنا ضمن الفريق….الخ.
  • وسائل علاجية تختصر الوقت والجهد على زملائي الأخصائيين حديثي التخرج والقدامى وتدخل المتعة على جلساتهم. بالإضافة إلى قدرة الأهالي على استخدام هذه الوسائل مع أطفالهم في المنزل والمدرسة.
  • إتاحة مجال لزملائي الأخصائيين في نشر وجهات نظرهم وإثراء الموقع بخبراتهم الجليلة لزيادة الوعي المجتمعي بمجال عملنا وتخصصنا.
  • إتاحة الفرصة للأهالي ليشاركونا قصصهم الرائعة المليئة بالتحدي حيناً والنجاح أحياناً أخرى.
  • تقديم استشارات مجانية للأهالي تساعدهم في التعامل مع طفلهم أو توجههم نحو أخصائي النطق فيما لو كان طفلهم بحاجة إلى ذلك.

وفي النهاية أسأل الله التوفيق لي ولزملائي في موقع لغتي لتقديم كل ما يساعد في نشر الوعي ضمن مجتمعنا العربي، ويساعد في تطوير مهاراتنا نحن أخصائيو النطق، ويختصر الوقت على كل من يعمل مع الأطفال ذوي اضطرابات اللغة والكلام.

                                                                                                                                                   

                                  كرم نجار

ماجستير في علاج اللغة والنطق

مدير موقع لغتي