ضعف السمع عند الأطفال

علاج ضعف السمع عند الأطفال

[su_spoiler title=”مراجعة” style=”fancy” icon=”plus”]يعرف ضعف السمع على أنه فقدان جزئي للسمع يؤثر على قدرة المصاب على التواصل بشكل طبيعي وفعال مع محيطه، ويصيب ضعف السمع الكبار والصغار. يصنف ضعف السمع وفق ثلاثة معايير:

1- مكان الإصابة. 2- شدة الإصابة. 3- العمر عند الإصابة.

1- التصنيف حسب مكان الإصابة، ويقسم إلى: ‌

أ. ضعف سمع توصيلي (Conductive Hearing Loss): وينتج عن أي اضطراب في الأذن الخارجية أو الوسطى (الصيوان، غشاء الطبلة، العظيمات الثلاث) ويمكن أن يكون ضعف السمع التوصيلي مؤقتاً أو دائماً، وينتج هذا الإضطراب عن التهاب الأذن الخارجية أو الوسطى (إصابات الأذن)، تصلب عظيمات الأذن الوسطى، ثقب في طبلة الأذن، أو انسداد مجرى السمع بالشمع. ‌

ب. ضعف سمعي حسي عصبي (Sensorineural Hearing Loss): وينتج هذا الضعف بسبب اضطراب يحدث في الأذن الداخلية، أو العصب السمعي. ‌

ج. ضعف سمعي مختلط (Mixed Hearing Loss): وينتج هذا الضعف عن إصابة في الأذن الوسطة والأذن الداخلية أو العصب السمعي.

2- التصنيف حسب العمر عند الإصابة، ويُقسم إلى:

أ‌- ضعف سمع قبل اكتساب اللغة (Prelingual Hearing Loss): ويحدث هذا النوع من الضعف منذ الولادة أو في الأشهر الأولى من عمر الطفل وبالتالي يمنعه هذا الضعف من اكتساب اللغة بشكل طبيعي.

ب‌- ضعف سمع بعد اكتساب اللغة (Post lingual Hearing Loss): ويحدث هذا الضعف بعد أن يطور الفرد مهارات كلامية ولغوية، وهنا يكون تأثير ضعف السمع محدود جداً أو لا يوجد أثر على نمو اللغة.

3. التصنيف حسب شدة ضعف السمعي، ويُقسم إلى:

شدة ضعف السمعمدى ضعف السمع بالديسبل (وحدة قياس شدة الصوت)
بسيط جداًمن 16 إلى 25 ديسبل
بسيطمن 26 إلى 40 ديسبل
متوسطمن 41 إلى 55 ديسبل
متوسط إلى شديدمن 56 إلى 70 ديسبل
شديد جداًمن 71 إلى 90 ديسبل
جسيمأكثر من 91 ديسبل

 أوديوجرام الأصوات المألوفة

     لكل صوت في هذا العالم شدة (صوت عالي، منخفض..الخ) تقاس بالديسبل، وطبيعة أو تردد (صوت الرجل مختلف عن صوت المرأة، صوت س مختلف عن م وهكذا) تقاس بالهرتز، فلو نظرنا إلى الأوديوجرام للأصوات المألوفة لوجدنا أن الأصوات الكلامية موزعة بين (250- 6000 هرتز) وبين (20-50 ديسبل) وتتوزع هذه الأصوات على شكل موزة وهو الاسم المعروف بين الأخصائيين (موزة الكلام)، ولكي يكتسب الطفل جميع الأصوات الكلامية لا بد أن يكون يسمع هذه الأصوات (موزة الكلام). ويستخدم أخصائيو السمعيات هذا الأوديوجرام أثناء برمجة المعينات السمعية ليجعلوها تساعد الطفل على سماع كل الأصوات الكلامية (موزة الكلام)، وعادة ما تصاب الأصوات ذات الترددات العالية (4000- 8000) بضعف السمع أكثر من الأصوات المنخفضة التردد، ولذلك يمكن للطفل الذي يملك ضعف سمع متوسط (41-55 ديسبل) أن ينطق أصوات (م، ت، ل) لأنها ذات ترددات منخفضة ولا ينطق (س، ش، ص) لأنها ذات ترددات عالية، كما يمكن لطفل يملك ضعف سمع متوسط إلى شديد ( 56-70 ديسبل) من الاستجابة إلى صوت بكاء الطفل ويمكن أن يرقص على صوت الموسيقى ولكنه لن يكتسب اللغة لأن الأصوات الكلامية موزعة بين (20-50 ديسبل)

موزة الكلام

[/su_spoiler][su_spoiler title=”نسبة انتشار ضعف السمع” style=”fancy”]أشارت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر عام 2016 أن هناك 360 مليون ضعيف سمع في العالم أي 5 % من تعداد سكان العالم، وأشار ذات التقرير أنه من أصل 360 مليون ضعيف سمع هناك 32 مليون طفل. لمزيد من المعلومات[/su_spoiler][su_spoiler title=”أسباب ضعف السمع” style=”fancy”]تُصنف أسباب ضعف السمع ضمن ثلاث مجموعات، عوامل تحدث قبل الولادة، وأثناء الولادة، وأسباب بعد الولادة:

تقييم المهارات السمعية

1- عوامل تحدث قبل الولادة: وتتضمن هذه العوامل ما يمكن أن يحدث قبل أن يولد الطفل، ولكنه يترك أثراً سلبياً عليه بعد ولادته، ومن أهم هذه العوامل:

أ- الأسباب الوراثية: تعد الوراثة مسؤولة عن حوالي ( 60%) من حالات ضعف السمع، حيث تنتقل إليهم بعض الصفات الحيوية والحالات المرضية من خلال الكروموزومات الحاملة لهذه الصفات كضعف الخلايا السمعية أو العصب السمعي، كما أن حوالي ( ٨٤ ٪) من حالات ضعف السمع الوراثي تنتقل كصفة متنحية، بحيث تنتقل الإعاقة إلى الأبناء من أباء سليمين ليس لديهم إعاقة سمعية ولكنهما يحملان جينات الإعاقة. ويقوى احتمال ظهور هذه الحالات مع زواج الأقارب ممن يحملون تلك الصفات، وتظهر الإصابة بضعف السمع الوراثي منذ الولادة أو بعدها بسنوات حتى سن الثلاثين أو الأربعين كما هو الحال في مرض تصلب عظيمة الركاب لدى الكبار مما يتعذر معه انتقال الموجات الصوتية للأذن الداخلية نتيجة التكوين غير السليم لعظيمة الركاب.

ب- التشوهات الخلقية: تنشأ التشوهات الخلقية من عوامل غير وراثية تتعرض لها الأم الحامل كإصابتها ببعض الأمراض، وخاصة خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل مثل إصابتها بالحصبة الألمانية، والزهري، أو الأنفلونزا الحادة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على تكوين الجهاز السمعي للجنين، هذا إلى جانب تعرضها لأمراض أخرى لها نفس الخطورة مثل البول السكري، وإضافة إلى تعاطي الأم الحامل بعض العقاقير دون استشارة الطبيب، ومن بين هذه العقاقير والأدوية الثاليدوميد والستربتومايسين والأسبرين مما يؤثر سلباً على خلايا السمع لدى الجنين وعلى جهازه السمعي بشكل عام.

ج- نقص اليود: يؤدي نقص اليود للأم الحامل إلى حدوث اضطرابات تكوينية عديدة للجنين، حيث قد يؤدي إلى تلف العديد من الخلايا بالمخ، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى إصابته بالضعف السمعي.

د- عدم توافق العامل الرايزيسي: يحدث ذلك عندما تتزوج امرأة لا يوجد العامل في دمها برجل يوجد العامل بدمه، هنا قد يرث الجنين العامل الرايزيسي من الأب، عندئذ قد ينتقل دم الجنين إلى الأم فيحدث عدم توافق بينهما حيث ينتج دم الأم أجسام مضادة تنتقل إلى دم الطفل عبر المشيمة، مما يؤدي إلى تلف كريات الدم الحمراء مما يؤثر على المخ وينتج عنه العديد من الإعاقات منها الإعاقة السمعية. والجدير بالذكر أنه نادراً ما يحدث هذا في الحمل الأول، ولكن نسبة الخطر تزداد في حالات الحمل اللاحقة، حيث إن دم الأم لا يكون قد استحث بما فيه الكفاية لإنتاج الأجسام المضادة للعامل الرايزيسي.

٢- عوامل أثناء الولادة: تمثل هذه العوامل في مجموعة الظروف والمتغيرات التي تحدث أثناء ولادة الطفل، من كدمات أو صدمات تؤدي إلى نزيف المخ أو عدم وصول الأكسجين إلى المخ بكميات مناسبة مما يترك أثاراً سلبية على الطفل، حيث قد يترتب عليها موت الخلايا السمعية لدى الطفل، ومن هذه العوامل: الولادات العسرة أو الطويلة التي تستخدم فيها الأجهزة والملاقط بحيث يتم الضغط على رأس الطفل، وكذلك نقص الأكسجين عند الولادة مما يترتب عليه عدم وصول الأكسجين للمخ أو عدم وصوله لجزء من الوقت مما يؤدي إلى حدوث تلف يؤدي إلى قصور سمعي حسي عصبي.

٣- عوامل بعد الولادة: تمثل كل ما يمكن أن يتعرض له الطفل بعد مولده، وخلال طفولته ومراهقته ورشده من عوامل ومتغيرات تؤثر سلباً على جهازه السمعي بشكل معين وبدرجة معينة، وتعرضه بالتالي إلى فقد السمع سواء كان ذلك كلياً أو جزئياً، وأهم هذه العوامل:

أ- أمراض الطفولة: تعتبر الأمراض التي تصيب الأطفال من أكثر الأسباب شيوعاً في حدوث الضعف السمعي بالرغم من انخفاض هذه الأعراض بشكل ملحوظ في هذا القرن، ومن هذه الأعراض الحصبة، النكاف، الأنفلونزا، وحمى التيفوئيد، والحمى القرمزية حيث إنها جميعاً ترتبط بالفقدان السمعي. ومن الأمراض التي تؤدي إلى الضعف السمعي التهاب الأذن الوسطى، وينشأ من الزكام الحاد وينتشر في قناة استاكيوس، ومنه إلى الأذن الوسطى، حيث قام كل من “أولمستيد” و”الفايرز” بدراسة ( ٨٢ ) حالة من الأطفال المصابين بالتهاب حاد في الأذن الوسطى، ووجدوا أن ما نسبته ( ٧٧ ٪) منهم يعانون من درجات فقدان سمعي، وذلك بعد ستة شهور تلت المرض، ومن هذه الفئة كان هناك ( ١٢ ٪) يعانون من فقدان مستمر، هذا ويختلف تأثير هذه الالتهابات على الطفل بمدى تكرارها وحدتها.

ب- العوامل البيئية: ويقصد بها العوامل والمؤثرات التي يتعرض لها الفرد في بيئته والتي تؤثر سلباً على جهازه السمعي وعلى شدة سمعه، وتتراوح هذه العوامل بين التعرض المستمر للضوضاء، ويشير “هاردمان” أن من بين العوامل البيئية التغيرات المفاجئة في الضغط الجوي بسبب الانفجارات والأذى الفيزيائي للجمجمة والأجسام الغريبة التي تدخل إلى الأذن، والأصوات العالية والضجيج كلها عوامل تسهم في نشوء إضرابات سمعية بعد الولادة، بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى. [/su_spoiler][su_spoiler title=”أعراض ضعف السمع” style=”fancy”]

1. خروج صديد من أذن المريض.

2. شكوى المريض من ألم في إحدى أذنيه يكون على شكل وخز أو غيره.

3. معاناة المريض من احتقان الحلق والرشح بشكل متكرر.

4. التهاب اللوز المتكرر.

5. الشكوى من أصوات بالرأس.

6. صوت المريض العالي جدا ً أو المنخفض جدا ً.

7. اصدار ألفاظ خاطئة بكثرة.

8. إمالة الرأس نحو مصدر الصوت، ووضع اليد على طرف الأذن وكأنه يجمع الصوت.

9. يطلب من الآخرين رفع أصواتهم بشكل عالي وإعادة أحاديثهم.

10. يطلب من الآخرين استيضاح ما يتحدثون به.

11. يرتبك ويتوتر عندما يتحدث مع الآخرين.

12. لا يتبع التعليمات اللفظية.

13. يبدو عليه العناد والانسحاب.

14. أداؤه على الاختبارات اللفظية أقل بكثير من أدائه على الاختبارات غير اللفظية.

15. يعطي أجوبة لا علاقة لها بالأسئلة التي توجه إليه.

16. الحرص على الاقتراب من مصدر الصوت.

17. سماع طنين في الأذن. [/su_spoiler][su_spoiler title=”تقييم اللغة لدى ضعاف السمع” style=”fancy”]من الضروري جداً أن يبدأ معالج النطق تقييم اللغة والكلام لدى ضعيف السمع بعد علاج السمع مباشرة (استخدام المعين السمعي وبرمجته والتأكد من عمله بشكل مناسب)، ويمر تقييم اللغة والكلام بنفس المراحل لكل اضطرابات اللغة والكلام، حيث يبدأ بـ:

– دراسة حالة.

– اختبارات رسمية.

– اختبارات غير رسمية.

– فحص أعضاء النطق.

– فحص المهارات الحركية الكلامية.

– اختبار نطق.

– اختبار العمليات الفونولوجية. [/su_spoiler][su_spoiler title=”علاج ضعف السمع” style=”fancy”]

أولاً العلاج الطبي:

     هناك عدة خيارات طبية لعلاج ضعف السمع، وجميع هذه الخيارات ترتبط بنوع ضعف السمع وشدته بالإضافة إلى عمر المريض، فإذا كان سبب ضعف السمع ناتج عن مرض مؤقت كالتهابات الأذن فيكون العلاج دوائي أو طبي بشكل عام. أما إذا كان ضعف السمع دائم ولا يمكن إزالة الأسباب فيكون هناك ثلاثة خيارات لعلاج السمع:

1- المعين السمعي (السماعة الطبية): وهي عبارة عن جهاز إلكتروني يعمل على تضخيم وتنقية الصوت لكي يساعد المصاب بحاسة السمع على سماع المثيرات السمعية بشكل أفضل وأوضح. وهناك أنواع وأشكال كثيرة من المعينات السمعية حسب عمر المصاب وشدة ضعف السمع.

2- زراعة جهاز القوقعة: هي عبارة عن جهاز طبي إلكتروني يقوم بعمل الأجزاء التالفة من الأذن الداخلية (القوقعة) لإرسال الإشارات الصوتية إلى المخ.

3- زراعة (الباها): وتستخدم هذه الزراعة عندما يكون ضعف السمع توصيلي.

      لكن العلاج الطبي لوحده لا يكفي، فالطفل يستخدم السماعة والقوقعة ليس ليسمع فقط وإنما ليكتسب اللغة ومن ثم ليتعلم في المدارس الطبيعية ويعيش حياته بشكل أقرب ما يكون إلى الطبيعي، والسماعة لوحدها لن تساعده في اكتساب اللغة كما يجب، لذلك لا بد من العلاج اللغوي، والسلوكي والتربوي إذا اقتضى الأمر بحسب حالة كل طفل.

ثانياً العلاج اللغوي:

      في البداية لا بد من التأكيد على ضرورة البدء بالعلاج السمعي اللغوي للطفل مباشرة بعد اكتشاف ضعف السمع واستخدام المعينات السمعية وتجنب مقولة (جرب السماعات ست شهور وإرجع) يجب أن يحدث التدخل في نفس اليوم الذي يستخدم فيه الطفل المعين السمعي (سماعات طبية أو قوقعة) ومهما كان عمر الطفل، حيث يمكن البدء بتعليم الطفل على الاعتياد على السماعة مثلاً ثم الاستجابة للصوت ومثل هذه الأهداف يمكن استخدامها مع طفل عمر 6 شهور.

      وعادة ما يقوم أخصائي النطق واللغة في العلاج بعد إجراءات التقييم التي ذكرناها سابقاً، وهنا تجدر الإشارة إلى أن أخصائي النطق وبالتشاور مع الأهل سوف يحدد شكل العلاج وهدفه النهائي، ففي حالة ضعف السمع يكون هناك اتجاهين الأول أن يكتسب الطفل اللغة ويستخدمها بالاعتماد على حاسة السمع فقط، أو أن يتم تدريبه على طريقة قراءة الشفاه وهنا يعتمد الطفل على سمعه بالإضافة إلى بصره. وتحديد أي الاتجاهين يعتمد على عدة عوامل منها درجة ضعف السمع والعمر عند استخدام المعين السمعي، ونوع المعين السمعي (سماعة، قوقعة). وطبعاً كلما كان التدخل مبكراً كان من الممكن أن يكتسب الطفل اللغة ويستخدمها بالاعتماد على السمع فقط، وهذا الاتجاه أفضل للطفل. [/su_spoiler]