من المعروف للجميع أن ضعف السمع يؤثر بشكل أساسي على النمو اللغوي للطفل ويجعله يتأخر في اكتساب اللغة مقارنة بمن هم في نفس عمره.

ومن خلال خبرتنا الممتدة لأكثر من عشر سنوات في علاج وتأهيل ضعاف السمع لاحظنا أن معظم ضعاف السمع يرتكبون أخطاء لغوية ونطقية متشابهة بالرغم من تنوع اللهجات وتنوع درجة ضعف السمع وحتى تنوع المعينات السمعية التي يستخدموها سواء كانت سماعة طبية أو حتى زراعة قوقعة.

أولاً- أخطاء لغوية:

1- أخطاء الفونولوجية:

يطلق العلماء مصطلح العمليات الفونولوجية على الأخطاء اللغوية التي يقوم بها الطفل خلال عملية اكتسابه للغة، نظراً لأن جميع الأطفال مهما كانت لغتهم ينتجون نفس الأخطاء اللغوية، لكن الأطفال ضعاف السمع يستمرون بارتكاب هذه الأخطاء فترة أطول من الأطفال الطبيعيين، ولذلك يتسم كلامهم بضعف الوضوح مقارنة بالأشخاص العاديين ويعود ذلك بشكل أساسي لعدم وضوح أو عدم سماع الأصوات الكلامية بشكل جيد، ومن هذه الأخطاء ما يلي:

  • stopping حيث يقوم بإنتاج أصوات انفجارية مثل “ت” بدلاً من الأصوات الاحتكاكية مثل “س، ش” على سبيل المثال يقول “تيارة طفرة” بدل “سيارة صفرة” “بتم الله” بدل “بسم الله”.
  • Devoicing وهي انتاج أصوات مهموسة مثل “س، ت، خ” بدلا من الأصوات المجهورة “ز، د، غ” على سبيل المثال يقول “رحنا سيارة” بدل “رحنا زيارة”، أو يقول “خسّلت إيتي” بدل “غسّلت إيدي” وهكذا.
  • Fronting وهي انتاج صوت أمامي بدلاً من صوت خلفي مثل انتاج “ترة” بدلاً من “كرة”.
  • Deletion final Consonant وهي حذف الصامت الأخير في حال كان ساكناً مثل قول “بي عمي” بدل “بيت عمي”.

2- المعاني:

يعاني معظم ضعاف السمع في العالم (المتوسط والشديد) من ضعف قاموس المفردات لديهم مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، حيث تنحصر مفرداتهم ومحادثاتهم في إطار مواضيع ومفردات تعرضوا لها سابقاً، مما يجعلهم يواجهون صعوبة كبيرة في الدخول بمحادثة حول موضوع جديد.

3- أخطاء صرفية:

يرتكب ضعيف السمع الكثير من الأخطاء الصرفية مثل:

  • تصريف الفعل مع الفاعل كأن يقول “أنا تاكل بطيخ” أو “راحت بابا إلى العمل” أو “سامي ألعب بالكرة” وهكذا.
  • استخدام أدوات وضمائر الملك بشكل خاطئ مثل ” هذا القلم إلك” بدل هذا “القلم إلي” ، أو “هات قميصك” بدل “هات قميصي”.
  • تذكير وتأنيث الصفات مثل “تفاحة كبير” أو “سيارة سريع” وهكذا.

4- أخطاء نحوية:

يرتكب ضعيف السمع بعض الأخطاء النحوية أثناء حديثه وتكون في غالبها:

  • أخطاء في استخدام حرف الجر بشكل صحيح مثل “حط الكاسة في الطاولة” أو “أكلت بطاطا على المطعم” وهكذا.
  • استخدام الضمائر المنفصلة (أنا، أنت، هو، هي، نحن) بشكل خاطئ.
  • أحياناً عدم استخدام أدوات الربط (و، أو، الذي، التي….) بشكل صحيح.

5- أخطاء في استخدام اللغة:

يرتبط المستوى الاستخدامي للغة بالمهارات الاجتماعية للشخص، لذلك قد نجد تفاوت كبير بين شخص ضعيف سمع وآخر في استخدام اللغة، ولكن مع هذا هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها معظم ضعاف السمع ومنها:

  • نبرة صوت غير مناسبة في بعض المواقف، مثل نبرة صوته عند الخجل أو الخوف أو التعاطف مع شخص آخر.
  • التعبير (وليس النبرة فقط) عن الندم والمشاعر المعقدة بشكل غير صحيح.
  • ضعف المهارة في الإجابة على أسئلة لماذا (ليش) وكيف، حيث نجد ضعيف السمع يجيب على المواضيع التي سبق وتدرب على الكلام عنها لغويا فقط، مثل “كيف تقوم بتحضير كوب شاي؟” هنا الشخص يكون يعرف تحضير هذا الكوب بشكل ممتاز ولكن لا يستطيع التعبير لغوياً عن هذه المراحل، وذلك بسبب سبق وذكرناه أنه لم يتدرب أو يمارس الحديث عن هذا الموضوع بالذات، ولكن بعد عدة محاولات وتصحيح كلامه حول هذا الموضوع سيكون من السهل عليه وصف هذا العملية بشكل جيد، ولكن سيواجه صعوبة كبيرة مرة أخرى عندما يُسأل “كيف يتم تحضير البيض المقلي” أو “كيف تقوم الأم بتنظيف البيت” وهكذا.

ثانياً- أخطاء في الكلام:

كما هو معروف فإن الكلام يُقسم إلى طلاقة وصوت ونطق.

1- الطلاقة:

عادة ما يكون كلام ضعاف السمع سريعاً مقارنة بالعاديين وخاصة الذين يملكون ضعف سمع متوسط وشديد.

2- الصوت:

غالباً ما يكون صوت ضعاف السمع أنفي بعض الشيء وخاصة ضعف السمع المتوسط والشديد أو الذين تأخروا في استخدام المعين السمعي.

3- النطق:

يكون هناك اضطرابات نطق خاصة حذف وإبدال، حيث يتأخر كل ضعاف السمع في اكتساب الأصوات الكلامية وخاصة الاحتكاكية والخلفية منها مثل “س، ش، غ، ح” إلى سن متأخرة بعض الشيء.

مما سبق ننصح أهالي الأطفال الذين تظهر لديهم بعض العلامات أن يراجعوا بأسرع وقت أخصائي علاج اللغة والنطق ليقيّم الطفل بشكل جيد ويحولهم لإجراء تخطيط سمع مناسب للطفل، أما أهالي الأطفال ضعاف السمع ومن يعملون معهم فعليهم الانتباه جيداً لهذه الأخطاء والقيام بالتدخل المبكر لعلاجها على وجه التحديد وبشكل مكثف ليساعدوا ضعيف السمع على تجاوز هذه الأخطاء في وقت مبكر، الأمر الذي سوف يترك أثراً إيجابياً على تحصيله الأكاديمي لاحقاً وعلى ثقته بنفسه وبلغته.