الحبسة اللغوية
هي اضطراب لغة عصبي يصيب كل أشكال اللغة اللفظية والقراءة والكتابة وحتى الإشارة، وينتج عن إصابة المراكز اللغوية في الدماغ، ويصيب إما اللغة الإنتاجية فيبدو المريض أنه يفهم كل شيء تقريباً ولكنه لا يستطيع التعبير عما يريد، أو تصيب اللغة الاستقبالية فيبدو المريض أنه لا يفهم أبدا ما يقال له ولكن يستطع بعض الشيء التعبير عما يريد ولكن في جُمل غير مترابطة الشكل والمضمون. كما قد تترافق الحبسة مع اضطرابات عصبية أخرى مثل الأبراكسيا أو الديسآرثريا.
أعراض الحبسة الكلامية:
تتوزع أعراض الحبسة الكلامية على عدة مجالات:
1- الاستيعاب السمعي:
– يُظهر المريض ضعفاً واضحاً في استيعاب ما يسمع، وقد لا يفهم الأوامر الموجهة إليه مثل إرفع يدك أو أعطيني الكوب أو افتح فمك…ألخ، وقد لا يستطيع تسمية الكثير من الأشياء المؤلفة بالنسبة إليه مثل قلم، خبز، ساعة….الخ.
– قد يخلط المريض بين الكلمات المتشابهة في المعنى أو في اللفظ، وذلك بسبب ضعف القدرة على الاستيعاب.
2- الكلام:
– قد يعاني المريض من صعوبة في إيجاد الكلمة المناسبة عند الحاجة إليها، فيبدو وكأنه يبحث عن الكلمة التي يريد التعبير عنها.
– استبدال كلمة بأخرى ولكن من نفس المجموعة المعنوية مثل قد يقول ذهبت إلى المدينة بالقطار ولكن في الحقيقة يكون قد ذهب بالسيارة.
– قد يجد صعوبة في التعبير عن نفسه.
– قد يقوم المريض بحذف حروف الجر وحروف العطف من كلامه فقول على سبيل المثال “حط الكاسة طاولة روح مدرسة” بدلاً من ” حط الكاسة على الطاولة وروح علمدرسة”.
3- القراءة:
كما ذكرنا سابقاً فالحبسة لا تقتصر على اللغة اللفظية فقط بل تصيب اللغة المكتوبة والمقروءة أيضاً وذلك لأن مركز اللغة العام هو المصاب وهذا المركز يلعب دوراً رئيسياً في اللغة بكل أشكالها.
– قد لا يعرف المريض قراءة الكثير من الكلمات بما فيها المؤلوفة بالنسبة إليه كاسمه واسم عائلته.
– يُظهر المريض بطئاً في القراءة إلى جانب ارتكابه إلى الكثير من الأخطاء أثناء القراءة.
4- الكتابة:
– ينسى بعض الحروف.
– يكتب كتابة عكسية من اليسار لليمين.
– يحذف بعض الحروف أثناء الكتابة.
– بطيء في الكتابة.
أسباب الحبسة الكلامية:
كما ذكرنا في التعريف فإن الحبسة تنتج عن إصابة دماغية وهذه الإصابة تنتج عن سببين رئيسين، إما حوادث جسدية قاسية تؤدي إلى نزف إصابة الدماغ أو تنتج عن الجلطات الدماغية وهي الأكثر انتشاراً، ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يُصاب 750 ألف شخص بجلطة دماغية، نصف هؤلاء يُصابوا بأحد أنواع الحبسة الكلامية. والجدير بالذكر أن الحبسة الكلامية تنتج عن إصابة مباشرة في الدماغ حصراً ولا تنتج بأي شكل من الأشكال عن سبب نفسي أو ماشابه.
أنواع الحبسة الكلامية:
1- حبسة بروكا.
2- حبسة فيرنكي.
3- الحبسة الشاملة.
4- حبسة التسمية.
5- الحبسة التوصيلية.
6- الحبسة التحت قشرية الحركية.
7- الحبسة التحت قشرية الحسية.
8- الحبسة التحت قشرية الشاملة.
تقييم الحبسة الكلامية:
عادة لا يقتصر التقييم على اللغة اللفظية بل يجب أن يتم تقييم مهارات القراءة والكتابة، ويمكن أيضاً تقييم الجوانب المعرفية لدى المريض، ويستخدم في تقييم الحبسة أحد الاختبارات الرسمية المقننة وهي كثيرة في اللغة الإنكليزية أما في اللغة العربية فلا يوجد إلى الآن أي اختبار رسمي ومقنن وعادة ما يلجأ أخصائيو اللغة والنطق العرب لوسائل تقييم غير رسمية (غير مقننة) وبشكل عام تقوم هذه الوسائل بتقييم :
– اللغة الاستقبالية والإنتاجية.
– الطلاقة.
– النطق.
– الصوت.
– التقليد.
– القراءة والكتابة.
علاج الحبسة الكلامية:
يختلف علاج الحبسة بحسب نوعها وشدتها، فعلاج حبسة بروكا يختلف عن علاج حبسة فيرنكي ولكن بشكل عام يُركّز أخصائي اللغة والكلام في علاج حبسة بروكا على زيادة طلاقة المريض وزيادة عدد المرفردات التي ينطقها بطلاقة بالإضافة إلى زيادة قدرته على تسمية الأشياء من حوله، أما في علاج حبسة فيرنكي فيركز الأخصائي على زيادة قدرة المريض على فهم ما يسمع أو يُكتب له.